الكفاح المسلح

 

 

المراحل الأولى :

 

أن الصراع بين الحركة الوطنية الارترية من جهة واثيوبيا من جهة ثانية كان قد وصل الى مرحلة التحدي المباشر منذ بدء تطبيق القرار الفدرالي عام 1952 وحتى اعلان اثيوبيا ضم ارتريا اليها في 14/11/1962 .

وهناك عدة مؤشرات تعكس وعي الحركة الوطنية الارترية واستعدادها لخوض الجولة الثانية ضد النظام الاثيوبي .

  1. كان الصراع حاداً بين القيادات الوطنية في البرلمان الارتري والعناصر التابعة لأثيوبيا . كان الوطنيون يقاومون الغاء الامتيازات التي حصل عليها الارتريون من القرار الفدرالي (بالرغم من اجحافه) مثل الحكم الذاتي (حكومة إرترية ــ علم ــ قوانين وتشريعات محلية ــ استخدام اللغات الوطنية …. الخ) .

وتحديد العلاقة الفدرالية مع اثيوبيا , بينما كان العملاء في البرلمان يوافقون على كل ما تطلبه اثيوبيا وتشير به .

  1. كانت الحركة الوطنية في مواجهة مباشرة مع النظام الاثيوبي وعملائه فمظاهرات الطلاب والعمال منذ عام 1954 وحتى عام 1960 لم تتوقف ودخل مئات المواطنين السجون واستشهد العشرات وكانت اثيوبيا لا تتردد في استخدام كل وسائل القمع وألغت التنظيمات النقابية الديمقراطية (عمال) والتي لم تكن موجودة في اثيوبيا أصلا واغلقت الصحف الوطنية ومنعت حرية التعبير والتنظيم .
  2. تحركت قيادات الحركة الوطنية الارترية وقدمت المذكرات وأرسلت البرقيات إلى الأمم المتحدة تطالبها فيها بالتدخل ووضع حد لتجاوزات الحكومة الاثيوبية ولكن دون جدوى . وكانت الخطوة التالية هي هجرة تلك القيادات إلى الخارج لمواصلة النضال وبالفعل بدأت تلك القيادات في توجيه برامج خاصة الى الارتريين من اذاعات السعودية ومصر وكان لها دور تحريضي وتعبوي هام .
  3. لم تكن القيادات هي التي هاجرت فقط بل أن المئات من الطلاب والعمال هاجروا الى السودان والسعودية ومصر وشكلوا (تجمعات) وطنية ترعى شئونهم وتحقق مصالحهم . بل ان تلك التجمعات لعبت دورا رئيسيا في عملية اخراج القيادات الوطنية من ارتريا إلى الخارج . وفي عام 1952 تم تأسيس (اتحاد طلبة ارتريا بالقاهرة) وهي المنظمة التي لعبت دورا بارزا في تنظيم العمل الوطني في الخارج فيما بعد وأصبح الاتحاد مركزا لنشر القضية ومقرا يجتمع فيه الزعماء الوطنيون .
  4. وفي عام 1958 تأسست (حركة تحرير ارتريا) كأول تنظيم سياسي أرتري بهدف تحرير ارتريا وتحقيق الاستقلال الوطني . وبدأت الحركة بتنظيم العمال والطلاب في السودان والقاهرة والسعودية ثم انتقلت إلى داخل أرتريا وتم تكوين خلايا من سبعة اشخاص ضمت كل قطاعات الشعب وطوائفه بما في ذلك رجال الشرطة الخاضعين للسلطات الاثيوبية . وكان من ايجابيات حركة التحرير انها قامت بتعبئة الجماهير وعمقت فكرة الاستقلال الوطني وتجاوز التقسيم الطائفي في عملية التجنيد وتجميع طاقات الشعب . ولكن بالمقابل كانت هناك سلبيات قاتلة أدت في نهاية الأمر الى فشل الحركة ــ فقيادة حركة التحرير كانت غير متفرغة للعمل السياسي بل كانت عبارة عن مجموعة من الموظفين في المؤسسات السودانية بالإضافة إلى افتقارهم الى أي تجربة سياسية وجماهيرية . وكان نجاح الحركة في تنظيم الجماهير في الاسهام في أي عمل يهدف الى تحرير ارتريا وليس نتيجة وعي تخطيط وجهد قيادة الحركة .

ونقطة الضعف الأخرى في الحركة كانت تتمثل في ضبابية وسائلها للتحرير فهي لم تطرح على الاطلاق (الكفاح المسلح) كوسيلة ولا طرحت بديلا آخر يكون مقنعا للجماهير وكان خروج الشهيد حامد عواتي وبدء الكفاح المسلح بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على الحركة التي كانت قد بدأت تفقد قواعدها وهكذا انتهت الحركة تاريخيا وخرجت من مسرح الأحداث . ولكن الجماهير التي سبق وان انتظمت فيها تحولت إلى الجبهة وواصلت المسيرة تحت شعار الكفاح المسلح لتحقيق الاستقلال الوطني .

 

تأسيس جبهة التحرير الارترية :

 

وهكذا وصلت الحركة الوطنية الارترية مرة أخرى الى طريق مسدود بعد فشل حركة تحرير أرتريا واصبح الكل يتساءل ما العمل ؟

وعند هذه النقطة نتوقف لنسجل ملاحظة أساسية :

نتيجة لظروف القمع واساليب العمل السري الوطني داخل أرتريا ، وبعد تشتت قيادات وقواعد العمل الوطني في الخارج ونظرا لغياب (مرجع) رسمي موثوق يحدد ملامح وخطوات تلك المرحلة ربما لان معظم قيادات تلك المرحلة لا تزال تواصل دورها في العمل الوطني ـــ نتيجة لذلك كله فمن الصعب ان نحدد بدقة الخطوات التي تمت وان نسرد تسلسل الأحداث بشكل طبيعي وذلك لاختلاف (الروايات) التي تناقضها في بعض الحالات . ولكن ذلك كله لا يتجاوز حدود التفاصيل الدقيقة وهي على أية حال غير ذات أهمية ــ في الوقت الحاضر على الاقل ـــ ولا تمنع أو تؤثر في (رسم) الصورة الاساسية والملامح الرئيسية .

لذا فإننا بعد هذه الملاحظة نتبع أسلوبا علميا في تناول مراحل تلك الفترة ونسقط ما ليس له تأثير جوهري على الأحداث وما يتسم بصفة (ذاتية) تحجب عنا الحقائق الموضوعية .

وملخص تلك (الروايات) وانطلاقا من الوقائع العملية الثابتة والتي ما زالت ماثلة أمامنا حتى اليوم فإننا نقول ما يلي :

هناك ثلاث (محطات) تشكل كل منها حلقة في سلسلة الحلقات التي أدت الى النتيجة النهائية ــ ولم يكن بين تلك (المحطات) أي تناقض بل كان تكامل وتنسيق ــ وان كان عفوياً في بعض الأوقات ــ وكان اتفاق وشعور مشترك وان لم يسجل في برنامج أو تتضمنه لوائح عمل تنظيمية .

  • الدائرة الأولى ـــ أو المحطة الأولى ـــ هي القاهرة : حيث يوجد اتحاد طلاب القاهرة الذي كما ذكرنا لعب دورا كبيرا في تأطير وتعبئة الشباب الارتري وبلورة القضية الوطنية ، وكذلك كان هناك اللاجئون السياسيون الارتريون وهم وان كانوا قد اختلفوا في بعض التفاصيل واسلوب العمل المشترك بينهم الا أنهم كانوا ينطلقون من أرضية واحدة هي وحدة أرتريا ارضا وشعبا ويتطلعون الى هدف واحد هو استقلال ارتريا . بالإضافة إلى ما سبق فان وجود كل هؤلاء في مصر ــ قلعة التحرير ونموذج البلد الذي تحدى الاستعمار ويناصر حق الشعوب ـــ كان ذلك (المناخ) حافزا لكل الارتريين على التعلم من الثورة المصرية ووجدوا فيها سندا لقضيتهم وتحركهم . وربما يكون من المفيد ان نذكر هنا زيارة عضو مجلس قيادة الثورة المصري في ذلك الوقت ــ أنور السادات ـــ لمقر اتحاد طلاب ارتريا بتكليف من مجلس الثورة المصري حيث القى خطابا أمام الطلاب الارتريين أكد لهم فيه دعم مصر لكفاحهم من أجل نيل حقوقهم وعبر لهم عن ترحيب مصر بوجودهم على أراضها ، وكان ذلك عام 1957.

وكانت الثورة الجزائرية أيضا تمثل في ذلك الوقت نموذجا لإرادة الشعوب على مواجهة الاستعمار وان الكفاح المسلح أصبح وسيلة فعالة لتحقيق الأماني الوطنية . وكما سنرى فيما بعد فإن تجربة الثورة الجزائرية كان لها تأثير كبير على الصيغ التنظيمية والعسكرية التي سارت عليها جبة التحرير الارترية .

وفي اطار هذه الصورة المتكاملة ــ وبعد فشل حركة تحرير ارتريا ــ يمكن أن نفهم مبادرة الطلاب وبعض السياسيين الارتريين لتأسيس (جبهة التحرير الارترية) في 7/7/1960 في القاهرة . وقد تم تشكيل قيادة الجبهة من الطلاب وبرئاسة السيد ادريس محمد آدم ــ الذي كان وقتها لاجئا سياسيا في القاهرة ، وسميت القيادة باللجنة المركزية . ولكن سرعان ما (تلاشت) اللجنة المركزية ليحل محلها (المجلس الأعلى) حيث ضم اعضاء متفرغين تماما للعمل السياسي بالإضافة إلى اثنين أو ثلاثة من الطلاب وربما كان ذلك استفادة من تجربة الحركة وربما كان يعكس صراعا مبكرا على السلطة ولكن في كل الأحوال فان الخطوتين (اللجنة المركزية) و(المجلس الأعلى) تمتا في غياب تام عن الجماهير ، لذا فقد ظلت تلك المرحلة (مجهولة) وفي الحقيقة فليس لها من أثر عملي على سير الأحداث وما عدا (العقد) التي تحكمت في بعض الأفراد نتيجة ازاحتهم واستبدال القيادة الأولى (اللجنة المركزية) بالقيادة الثانية (المجلس الأعلى) . وهكذا أصبح (المجلس الأعلى) القيادة التاريخية للجبهة وكان عدد اعضائه يزيد ويتقلص لأسباب وبكيفية لا يفهمها أحد وفي حقيقة الأمر فان القاعدة خاصة في السودان والداخل لم تكن تهتم كثيرا بهذا الأمر في البداية .

 

ونستطيع ان نسجل هنا (القائمة) النهائية لأعضاء المجلس الأعلى :

1 ـــ ادريس محمد آدم                       قيادة اللجنة المركزية الأولى

2 ـــ ادريس عثمان قلايدوس                 1 ــ ادريس محمد آدم

3 ـــ عثمان صالح سبي                       2 ــ ادريس عثمان قلايدوس

4 ـــ محمد صالح حمد                        3 ــ محمد صالح حمد

5 ـــ سيد أحمد محمد هاشم                   4 ــ سعيد حسين

6 ـــ طه محمد نور                           5 ــ عثمان بشير

7 ـــ عثمان ادريس خيار                     6 ــ طه محمد نور

8 ـــ تدلا بايرو (انضم الى اللجنة عام 1967)

 

بالإضافة الى خمسة اعضاء آخرين .

انطلق أعضاء المجلس الأعلى الى مختلف الأقطار والمواقع التي يتواجد فيها أرتريون ـــ السودان ــ الصومال ــ السعودية وغيرها ، وفي السودان التقى رئيس المجلس الأعلى (بمجموعة السودان) كانت الحلقة الثانية .

 

  • المحطة الثانية ــ أو دائرة العمل الثانية كانت في السودان وبالتحديد في مدينة (كسلا) في شرق السودان وهناك عدة حقائق يجب تسجيلها في هذا المجال .

أ ـــ كان عدد كبير من أعضاء (حركة تحرير ارتريا) السابقين قد بدأ البحث عن (وسيلة) للنضال بعد ان فقدوا الأمل في الحركة ـ وبعد فترة (حياد) بدأوا يتخذون خطوات عملية تتمثل في عقد سلسلة من الاجتماعات لبحث البدائل والاتصال بحامد ادريس عواتي في قريته والاتفاق معه على عمل ما …. الخ . وفي كل ذلك كان هؤلاء لا صلة لهم بما جرى في القاهرة ولم يكن يربطهم حتى فيما بينهم الا (الرغبة في النضال والبحث عن وسيلة جديدة) .

ب ـــ كان الجنود الارتريون في الجيش السوداني هم نواة ذلك التجمع وكانوا هم المؤهلين للقيام بأي عمل عسكري بحكم خبرتهم وامكانية حصولهم على (الذخيرة) سواء بالشراء أو بوسائل أخرى . وفي أحد اللقاءات التي كانت تتم بين تلك المجموعات في كسلا طرح سؤال : متى تبدأ الثورة المسلحة ؟ .

وبعد نقاش طويل تم الاتفاق على ان يكون الموعد في آخر يوم ينتهي فيه آخر الجنود من المجموعة من العاملين في الجيش السوداني بمعنى آخر حين يحل المعاش وبالتالي تتفرغ كل المجموعة للعمل المسلح وكان ذلك الموعد هو عام 1963.

جـ ــــ تم ارسال عدد من الوفود الى القائد حامد عواتي ــ قبل خروجه ــ للتشاور معه فيما يمكن عمله وبعض الوفود كانت تقوم بمبادرات عفوية للاتصال بعواتي ولكنها كلها لم تصل إلى غايتها ، فالنوايا كانت أكبر من الامكانيات والطموح كان يفوق الاستعداد الجدي للعمل .

واخيرا تم الاتصال بين دائرتي القاهرة وكسلا ولكن الأحداث في دائرة العمل الثالثة كانت تتطور بسرعة بحيث انها فاجأت الجميع .

 

  • ارتريا : كما ذكرنا سابقا فان الشعب الارتري قد بدأ يفقد الثقة في (حركة تحرير ارتريا) وبدأت اعداد كبيرة تتخلى عن الحركة ولكنها بالمقابل لا تعرف ما العمل . وفي لحظة تاريخية حاسمة وبمشاعر جماعية وبثقة غير محدودة اتجهت الانظار إلى (عواتي) فهو (المنقذ) وهو الذي يمكن ان يجيب على السؤال . والشيح حامد ادريس عواتي هو احد أبناء الشعب الارتري نشاء في بيئة ريفية مشبعة بقيم الفروسية والشجاعة والدفاع عن الدار والأهل ضد (الغزاة) من المناطق المجاورة . وقد اشتهر في فترة نهاية الثلاثينات وبداية الاربعينات باعتباره بطلا لا يهزم ومدافعا صلبا عن حقوق ومكاسب شعبة ونتيجة لتطوره السريع سياسيا وثقافيا تلقى دورة في الاستخبارات والشرطة لمدة عام واحد في ايطاليا حيث أنه كان يجيد اللغة الايطالية الى جانب العربية والتجرنية ـــ والتجري . وبعد تطبيق القرار الفدرالي عام 1952 اختار الحياة المدنية وتم تعيينه (شيخ خط) في منطقة قلوج ــ قرست واعطي بندقية (ابو عشرة) تقديرا له . وبدأ يمارس الزراعة في تلك المنطقة ومع تطور الأحداث أصبح بين شكلين من الضغوط . فمن جهة ، الجماهير الأرترية تتطلع اليه للقيام بالمبادرة ، ومن جهة ثانية كانت اثيوبيا تراقبه باستمرار وتشدد من حصارها حوله وترصد تحركاته كلها .

وما كان يجعله يتردد في الاستجابة لإلحاح الوفود التي كانت تطلب اليه ان يقود الثورة هو عدم اقتناعه بوجود الاستعدادات الكافية من جهة وكان يخشى ان يقود الجماهير الارترية إلى (مغامرة) غير محسوبة العواقب ، بالإضافة الى عدم اطمئنانه وثقته في كل من كان يطرح عليه تلك الفكرة خشية ان يكون (عميلا) للنظام الاثيوبي يريد استدراجه . وقد حدثت قصة طريفة تعكس اسلوبه في اختيار زواره ـــ فقد جاءه شخصان من الشباب الارتري يغلب عليهما الحماس وطلبا منه أن (يبدأ) العمل لأنهما ــ أي الشابين ــ قد قررا مع آخرين القيام بثورة . واستأذن منهما عواتي لدقائق بحجة جلب ماء للشرب وترك بندقيته الوحيدة امامهما وعاد بعد لحظات فوجدها في مكانها فما كان منه الا أن صرف الشابين قائلا لهما : أن من لم يأخذ السلاح (المهمل) لا يمكن انه ينتزعه من عدوه !

ولكنه وفي لحظة تاريخية قرر ان يقبل التحدي الاثيوبي وان يتحمل المسئولية الوطنية وهكذا في مساء 15/8/1961 خرج مع مجموعة من زملائه الذين يثق بهم وعددهم اثني عشر (12) رجلا ومعه بندقيته الوحيدة (ابو عشرة) ومع زملائه عدد من بنادق (ابو خمسه) بعضها لا يصلح مع كمية قليلة جدا من الذخيرة . والذين خرجوا معه أو التحقوا به في الطريق هم :

  1. عبده محمد فايد .
  2. فقوراي ابو حليمة
  3. النور حجاج
  4. داود الأمين سليمان (جبنت)
  5. ابراهيم حمد سني
  6. عواتي محمد فايد
  7. بيرق نوراي آدم
  8. ابراهيم محمد قلحوي
  9. همد حسن ادريس (دوحين)
  10. صالح محمد آدم (قروج)
  11. آدم أبو حليمة
  12. عمر محمد علي كوكوي.
  13. موسى حمدين.
  14. حمد محمد دين.
  15. علي داود.
  16. آدم كشة (شاقي).
  17. أحمد محمد حسن .
  18. شنقراي عمار بخيت.
  19. كرار آدم حزوت.

 

وفي الساعة التاسعة من صباح يوم 1/9/1961 وفي منطقة (أدال) وقعت اول معركة مع العدو الاثيوبي وبذلك بدأت الطلقة الأولى لإعلان الكفاح المسلح .

وتكاملت الحلقات والتقت الدوائر تحت شعار الكفاح المسلح بقيادة عواتي وفي اطار جبهة التحرير الارترية .

ذلك هو باختصار ملخص الخطوات في المرحلة التمهيدية . واذا كنا قد اسقطنا بعض التفاصيل عن قصد او عن سهو فلأن الاساس والجوهر هو الأهم وللتفاصيل مناسبات كثيرة في المراحل القادمة . اذن فان (جبهة التحرير الأرترية) ــ كانت بحق تعبيرا عن ارادة جماعية وانعكاسا لطموحات الشعب الارتري ــ الجميع كان ينتظر الحدث والكثيرون عملوا من أجله ومهدوا له وجاء (المولود) تجسيدا لإرادة شعب ووعي جيل ما بعد القرار الفدرالي .

 

تجربة جبهة التحرير الارترية

المرحلة الأولى 1961 ـــ 1965 :

 

بعد معركة (أدال) في 1/9/1961 اصبح القائد عواتي وزملاؤه في مواجهة مباشرة مع النظام الاثيوبي وهكذا كانوا في حركة دائمة يواجهون نقصا حادا في السلاح والذخيرة . وفي نفس الشهر سبتمبر ــ أيلول 1961 حدثت المعركة الثانية في (أومال) وفي شهر اكتوبر ــ تشرين الأول جرت المعركة الثالثة في (أدال هجر) وفي المعركة الأخيرة اصيب القائد عواتي في ذراعه بجرح خفيف بينما فقدوا في المعركة الأولى اسيرا (بيرق نواري) وفي المعركة الثانية شهيدا (عبده محمد فايد) ــ هذا وكان قد شارك في معركة (أدال) الأولى عشرون مناضلا . وبعد فترة تسلم عواتي أول (دعم) من (مجموعة) السودان كانت عبارة عن 75 طلقة دفع ثمنها الجنود الارتريون في الجيش السوداني كما قدم كل من (حامد حمد بلتوبياي) ومحمد شيخ داود (وسيدنا سليمان) دعما متواصلا للقائد عواتي تمثلت في الاغذية والملابس والمعلومات وعدد سبع (7) بنادق قديمة .

وفي عام 1962في (أبو حشيلا شكور) تم أول اجتماع عام للمقاتلين بعد أن انضم اليهم عدد ممن كانوا في الجيش السوداني وغيرهم من المواطنين وهم :

  • محمد ادريس حاج
  • محمد عمر ابو طيارة
  • عمر حامد ازاز
  • عثمان ابو شنب
  • آدم حامد قنديل
  • كبوب حجاج
  • محمد آدم ادريس (قصير)
  • محمد علي أبو رجيلة
  • محمد ابراهيم بهدوراي
  • كشة محمد كشة

 

ويعتبر هؤلاء الدفعة الأولى التي التحقت بالقائد عواتي بعد معركة الثلاث ويطلق عليهم اليوم (الرعيل الأول) وكان الشهيد (طاهر سالم) هو قائد هذه المجموعة في السودان ورأسها المفكر ولكنه لم يلتحق بجيش التحرير في تلك المرحلة نظرا لوجوده في خدمة الجيش السوداني وقد التحق في عام 1963 بجيش التحرير الارتري .

وفي اجتماع (أبو حشيلا) تم تقسيم الجيش الى اربع فصائل بقيادة حامد عواتي كقائد عام وعلى رأس كل فصيلة قائد من اولئك القادمين من الجيش السوداني .

وتم فيها بعد تشكيل قيادة للجيش تولى فيها (حامد عواتي) مهمة القائد العام ومحمد ادريس حاج نائبا له وبعد استشهاده عين طاهر سالم نائبا ثم محمد عمر ابو طيارة .

 

وفي ذلك الاجتماع اعطى القائد عواتي توجيهاته الى المقاتلين :

  • لابد من تحرير نقطة تجمع عند كل تحرك .
  • عدم قضاء الليلة في مكان العشاء .
  • عندما تريدون عبور نهر معين فليكن ذلك بالتحرك في اتجاه الخلف وليس بالسير الى الامام.
  • اخراج الحرس عند كل موقع للراحة على ان توجه انظاره طريق القدوم (الاتجاه الذي جاءوا منه) .
  • التأكد من سلامة المنطقة حول اي بئر للماء قبل الذهاب الى البئر .
  • عدم التدخين او الكلام اثناء الليل .
  • الانتشار في السير لضمان سلامة المقاتلين ولإرهاب العدو .
  • التأكيد على القيادة الجماعية وضرورة الاستفادة من الخبرات القادمة من (الجيش السوداني) .
  • التدريب المستمر والمشترك للمقاتلين .
  • توزيع المقاتلين لتخفيف العبء على الجماهير من الناحية الغذائية .

 

وكان القائد عواتي يجتمع بالمواطنين من شتى المناطق ويقدم اليهم توجيهاته :

  • المحافظة على الأسرار خاصة تحركات المقاتلين .
  • من يقدم عشاء لمقاتل فهو مقاتل .
  • من يؤدي مهمة لمقاتل فهو مقاتل .

 

ولكن القدر لم يمهل القائد عواتي طويلا فقد استشهد يوم 26/6/1962م والمرجح ان سبب الوفاة كان هبوطا في القلب .

لقد تميزت فترة 61-1965 بأنها فترة استقطاب الجماهير وتعبئتها واحياء القضية الوطنية مرة ثانية على المستوى الدولي ومن أهم المعارك في تلك المرحلة :

  • عملية اغردات الفدائية في 12/7/1962 حيث قتل اكثر من 38 شخصا من بينهم وزراء ومسؤولون في الحكومة الاثيوبية .
  • هيكوته الفدائية عام 1963 وكانت جريئة ومتقنة في تخطيطها وتنفيذها وغنم الثوار اكثر من خمسين قطعة من بينها (برين) .
  • معركة شعب ــ وغنم فيها الثوار ايضا اسلحة كثيرة .
  • معركة تقوربا ــ 15/3/1964 وهي أول معركة ضد الجيش الاثيوبي حيث كانت المعارك حتى ذلك التاريخ تدور ضد قوات الشرطة (والقوات الخاصة) من الارتريين الذي استخدمتهم اثيوبيا ضد الثورة . كانت معركة (تقوربا) نقطة تحول في أساليب قتال جيش التحرير وفي مستوى التحاق اعداد كبيرة من الشباب الى الثورة بعد ذلك الانتصار .
  • معركة (عتيوري)

كان الاسلوب الذي يستخدمه المقاتلون في تلك المرحلة هو اسلوب حرب العصابات واتباع تكتيكات الكر والفر وكان قادة الفصائل من المناضلين الذين ذكرت أسماؤهم وكانوا في الجيش السوداني أو من الرعيل الأول الذي التحقوا بالقائد عواتي بالإضافة إلى مناضلين كانوا في البوليس الارتري ومن الداخل التحقوا بالثورة في وقت مبكر امثال (محمد سعيد شمس) و(علي أحمد) و(عثمان آدم) و (أحمد وللو) ـــ وغيرهم ومجموعة قليلة من الذي دربوا في سوريا .

 

كانت التشكيلات العسكرية تتكون من (الجماعة) أو المجموعة وعددها 3 ــ 6 مقاتلين ثم تطورت إلى فصيلة .

 

ولم تقتصر عملهم على المجال العسكري فقط بل كان نشاطهم يشمل التعبئة السياسية والصحة والقضاء والاقتصاد وكافة المجالات الاجتماعية والتنظيمية وغيرها .

وقد اثبتت التجربة العسكرية من 61-1965 بان ما طبقه القائد حامد عواتي ورفاقه من أسلوب حرب العصابات ــ كان ابداعا عسكريا ارتريا لقوانين حرب العصابات ، وكان لشخصية القائد عواتي التاريخية دور أساسي في إرساء تقاليد البطولة الارترية ونكران الذات ، وبالرغم من شح احتياجات القتال الاساسية كالذخائر والأدوية وكان مصدر تسليحهم الاساسي هو العدو الاثيوبي .

 

ان انتشار الثورة جغرافيا وتوسع القاعدة البشرية يطرح تلقائيا دور العمل السياسي باعتباره العنصر الحاسم في تطوير العمل العسكري وتنظيم وتعبئة الجماهير وهنا يجيء دور القيادة السياسية . ان القيادة التاريخية لجبهة التحرير الارترية (المجلس الأعلى) بحكم طبيعة واسلوب تكوينها وبعدها عن أرض المعركة لم تستطع ان توفر للتجربة العسكرية ــ السياسية الوليدة الظروف السياسية والأسس الصحيحة التي تمكنها من الانطلاق بثبات لذا فان :

المجلس الأعلى بالرغم من اهتمامه بجلب بعض المساعدات المادية والعسكرية والاتصال بالدول الا أنه أهمل وبشكل واضح معالجة القضايا السياسية والاجتماعية التي برزت مع تطور الثورة ــ مما أدى الى تنامي التناقضات الطائفية والعشائرية ــ والاقليمية . وكان القائد عواتي بحكم شخصيته القيادية الفذة وتمتعه باحترام الجميع قادرا على حسم الكثير من القضايا ومعالجة الأمور بأفق واسع ونظرة عميقة تعكس فهما متقدما لطبيعة المجتمع الارتري ــ لكن استشهاده المبكر ترك فراغا كبيرا على مستوى القيادة وبدأت تبرز مظاهر الصراعات الشخصية بين القيادات العسكرية مما أدى الى تكوين مراكز ثقل قام المجلس الأعلى باحتضانها وتشجيعها وفقا لحسابات اعضائه وصراعاتهم الشخصية .

 

المرحلة الثانية 1965 ــ 1970 :

في مطلع عام 1965 بدأت تبرز الى السطح مشاكل وصراعات الثوار وذلك كان بالدرجة الأولى نتيجة غياب العمل السياسي وعدم وجود برنامج ينظم ويضبط حركة الأعضاء وكان المجلس الأعلى يمثل (قيادة بابوية) قراراته لا تقبل النقاش وطاعته واجبة على الكل وتوجيه النقد إليه يؤدي إلى تهمة الخيانة العظمى وقبل هذا وذاك فهو كان عاجزا عن فهم واستيعاب التطورات وكان يكتفي بالإشراف الفوقي واصدار قرارات غير مدروسة تاركا مهمة تنفيذها للقيادات المحلية على حسب اجتهاداتهم وفهمهم لها .

  • المناطق العسكرية :

في اجتماع عام عقد في كسلا في منتصف 1965 ضم أعضاء المجلس الأعلى الثلاثة (ادريس محمد آدم ـــ ادريس قلايدوس ــ عثمان سبي) والقيادات العسكرية وبعض الكوادر قرأ رئيس المجلس الأعلى (قرارات اتخذها المجلس الأعلى بهدف تأطير العمل العسكري والتنظيمي) .

  • تكوين أربع مناطق عسكرية (أضيفت منطقة خامسة فيما بعد عام 1966) تشكل قياداتها من قائد منطقة ونائبه ومفوض سياسي) .
  • تكوين (قيادة ثورية) من تسعة مناضلين تكون مهمتها الاشراف المباشر على المناطق العسكرية والعمل التنظيمي والسياسي في داخل ارتريا والسودان .
  • المنطقة العسكرية الأولى : المنطقة الغربية

محمود ديناي ــ صالح محمد ادريس ــ موسى محمد هاشم

  • المنطقة الثانية : منطقة كرن والساحل

عمر ازاز ــ محمد عمر آدم ــ محمود ابراهيم (شكيني)

  • المنطقة الثالثة : منطقة اكلي فوازي وسراي

عبدالكريم احمد ــ حامد جمعة ــ ابراهيم تولدي

  • المنطقة الرابعة : البحر الأحمر ودنكاليا

محمد علي عمرو ــ رمضان محمد نور ــ علي معتوق

  • المنطقة الخامسة : حماسين والعاصمة اسمرا

ولداي كحساي ــ حشال عثمان ــ قلاي

 

أعضاء القيادة الثورية :

1 ـــ محمد سعد آدم                2 ـــ جعفر محمد             3 ـــ عمر حاج ادريس

4 ـــ أحمد محمد علي عيسى      5 ـــ عمر جابر عمر         6 ـــ محمد اسماعيل عبده

7 ـــ محمود محمد صالح          8 ـــ عبده عثمان             9 ـــ صالح حدوق

وكانت هذه من أكثر الأجهزة في الجبهة تعرضا للتغيير والحذف والاضافة إما بسبب الاستقالة أو بسبب (غضب) القيادة (المجلس الأعلى) (على أحد الأعضاء) .

وفي أغسطس 1965 عقد اجتماع (يكارع) تحت اشراف لجنة مهمتها تقسيم المناطق (محمود جنجر ــ عبدالله يوسف ــ صالح حدوق) .

لقد قيل في اسباب تقسيم ارتريا إلى مناطق : ان الهدف هو  تحقيق انتشار الثورة في كافة أنحاء ارتريا وتوسيع القاعدة الجماهيرية وتشتيت قوات العدو واضعافه .

ولكن ما حدث في الواقع شيء آخر ــ فنظام المناطق هو نقل حرفي للتجربة الجزائرية (الولايات) دون اعطاء اي اعتبار للواقع الارتري وخصوصيته . كما ان تعيين القيادات في المناطق تم وفق منظور عشائري واقليمي وطائفي مما كرس تلك التناقضات واعطاها (شرعية) تنظيمية وقوة مادية . أما قضية العمل السياسي في جيش التحرير والجماهير لم تتم مناقشتها وبقيت قضايا أخرى حيوية دون حل ، وأما القيادة السياسية (المجلس الأعلى) فقد بقي خارج أرض المعركة . والنتيجة كانت بروز (اقطاعيات) عسكرية تضم مؤسسات اقتصادية واجتماعية ادت إلى تعطيل عملية التفاعل الحقيقي بين المقاتلين واضعفت وحدة جيش التحرير وقللت من فاعليته مما اتاح الفرصة للعدو الاثيوبي لاتباع اساليب قتالية جديدة  وتنفيذ سياسة الأرض المحروقة عام 1967 ــ وابادة مئات القرى بمن فيها . وكانت تلك المرحلة هي التي نبتت فيها (بذرة) الانشقاقات والصراعات في الساحة الارترية .

كانت مرحلة المناطق مرحلة الصراع الداخلي والفرز السياسي والاجتماعي وبدأت صراعات المجلس الأعلى تطفو على السطح وفقد كجهاز قيادي كل إمكانية للامساك بزمام الأمور بل كان في كثير من الاحيان يخضع  لرغبات القيادات المحلية (قيادة مناطق ــ قادة سرايا وبعض الكوادر) التي أصبحت تلعب الدور الاساسي في توجيه الأحداث . وبدأت افرازات الصراع تبرز إلى السطح وظهرت (جبهة الاصلاح) بهدف اصلاح الاوضاع ثم (اللجنة المركزية) و (الوحدة الثلاثية) كل ذلك في محاولة للخروج من الازمة . كانت السفينة بلا ربان والأحداث تتسارع والصراعات تأخذ عدة أشكال والمتصارعون يسلكون شتى السبل والجماهير في حيرة من أمرها تشدها من جهة ولاءاتها (الاقليمية والطائفية والعشائرية) وتصحو تارة أخرى على آمالها الكبرى واحلامها التي لا تجد من يحققها . كانت وحدة العمل وأداته (جيش التحرير) هي المقياس لجدية أي تحرك ولكن من يحقق ذلك .. وكيف؟

وبالرغم من المناطق العسكرية الخمس كانت تشملها السلبيات التي تحدثنا عنها وتتصف بالمظاهر التي أشرنا إليها الا أنه كانت هناك بعض الفوارق بين كل منطقة وأخرى :

  • بالنسبة للإمكانيات المادية والعسكرية والبشرية كانت المنطقتان الأولى والثانية في مقدمة المناطق تليها الرابعة . اما الثالثة والخامسة فكانتا تعانيان الكثير على كافة الأصعدة .
  • كانت المنطقة الثانية أكثر المناطق تماسكا وتجانسا والتزاما بالقرارات المركزية وربما يكون من المفيد ان نذكر في هذا المجال أنها ــ أي المنطقة الثانية ــ كانت المنطقة الوحيدة التي قدمت مبلغا من المال إلى (لجنة استلام الممتلكات) التي شكلتها القيادة العامة فيما بعد .
  • ولكن كل ذلك يظل (نسبيا) وفي اطار مقارنة المناطق وليس بما يجب أن يكون .

 

لذا فكان من الطبيعي ان تبادر المناطق الأكثر تضررا ومعاناة إلى توجيه الدعوات للمناطق الأخرى للخروج من الأزمة . وهكذا بادرت المنطقة الخامسة إلى عقد اجتماع عام ضم قادة السرايا والفصائل ونوابهم وبعض الكوادر في المنطقة حيث تدارسوا الوضع وذلك بعد أن وصلتهم رسالة من القيادة بتحمل مسؤولية المنطقة الخامسة . وقرر الاجتماع المذكور ما يلي :

 

توجيه دعوة لاجتماع قادة المناطق العسكرية الخمس وذلك لوضع الحلول المناسبة لمشاكل المنطقة الخامسة بصفة خاصة وأوضاع الثورة بصفة عامة وذلك أثر رسالة تلقتها المنطقة الخامسة من القيادة الثورية تتناول تلك المشاكل .

 

وعلى ضوء ذلك تم مؤتمر (عرادييب) لقادة المناطق الخمس في 16/6/1968 حيث تقرر

فيه (*) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش اخر الورقة

(*) أعضاء مؤتمر (عرادييب) :

المنطقة الأولى : محمود ديناي ــ موسى محمد هاشم

المنطقة الثانية : عمر حامد ازاز ــ محمود ابراهيم (شكيني)

المنطقة الثالثة : عبدالكريم أحمد ــ أحمد محمد ابراهيم.

المنطقة الرابعة : محمد علي عمرو ــ رمضان محمد نور

المنطقة الخامسة : عبدالله ادريس ــ أسياس أفورقي

هيئة التدريب : عمر دامر ــ عبدالله ضرار

فصيلة المساعدة : محمد عمر ابو طيارة

 

ومن أهم قرارات مؤتمر (عرادييب) .

1 ــ دعم المنطقة الثالثة تقوم به المنطقة الأولى .

2 ــ دعم المنطقة الخامسة تقوم به المنطقتان الثانية والرابعة .

3 ــ توجيه فصيلة المساعدة إلى المنطقة الأولى .

أعضاء القيادة العامة :

1 ــ محمد أحمد عبده                 13 ــ اسياس افورقي           26 ــ عبدالقادر رمضان

2 ــ عبدالله ادريس محمد             14 ــ ابره مكنن                 27 ــ أحمد محمد ابراهيم

3 ــ عثمان ازاز                     15 ــ جعفر جابر عمر            28 رمضان محمد نور

4 ــ  صالح فكاك                     16 ــ موسى محمد هاشم         29 ــ عبدالقادر حمدان

5 ــ صالح فرج                     17 ــ تسغاي تخلي                 30 ــ صالح عامر كيكيا

6 ــ صالح ابراهيم جمجمام          18 ــ عثمان عجيب              31 ــ سعيد محمد شنيتي

7 ــ ياسين الحاج                      19 ــ سعيد صالح محمد          32 ــ عثمان عمر شعبان

8 ــ ابراهيم محمود                  20 ــ ابراهيم عبدالله محمد          33 ــ آدم صالح

9 ــ محمد برهان                 21 ــ عافه محمد حامد   34 ــ محمود محمد ابراهيم (شكيني)

10 ــ عبدالله محمود              22 ــ صالح حيوتي               35 ــ عامر طاهر شهابي

11 ــ احمد محمد هيتيني          23 ــ عبدالرقيب محمد موسى   36 ــ ابراهين ياسين جميل

12 ــ احمد ابراهيم محمد          24 ــ حامد احمد عثمان          37 ــ محمد احمد ادريس

25 ــ احمد آدم عمر              38 ــ حامد محمود

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عودة للموضوع :

 

عقد مؤتمر عسكري موسع تحضره القيادات وقادة السرايا والمفوضون السياسيون والأمناء الصحيون وهيئة التدريب وفصيلة المساعدة . وبالفعل انعقد المؤتمر المقترح في 10/9/1968 في (أروتا ــ ماريا) وأطلق عليه من أجل السرية اسم مؤتمر (عنسبا) . وقد تغيبت عن هذا الاجتماع المنطقتان الأولى والثانية حيث دخلت المنطقة الثانية في معركة (حلحل) التي استشهد فيها القائد عمر ازاز وارسال قائد المنطقة الأولى رسالة يعتذر فيها عن الحضور .

 

وقد خرج المؤتمر (عنسبا) بقرارات هي :

  • انتخاب قيادة مؤقته للمناطق الثلاث في الميدان تمثل المناطق الثلاث وفصيلة المساعدة وهيئة التدريب من اثنى عشر (12) مناضلا واستمرت هذه القيادة حتى مؤتمر أدوبحا في 10/8/1969 . وقد اطلق عليها (الوحدة الثلاثية) واعضاء القيادة المؤقتة هم :

1 ـــ محمد احمد عبده

2 ـــ احمد محمد ابراهيم

3 ـــ أسياس أفورقي

4 ـــ عبدالله ادريس

5 ـــ رمضان محمد نور

6 ـــ محمد علي عمرو

7 ـــ عمر دامر

8 ـــ محمد عمر أبو طيارة

9 ــ ابراهام تولدي

10 ـــ عبدالله يوسف

11 ـــ حامد صالح سليمان

12 ـــ عبدالله صافي

 

مؤتمر أدوبحا :

نتيجة لجهود المقاتلين في جيش التحرير (الوحدة الثلاثية + المنطقتان الأولى والثانية) انعقد المؤتمر العسكري العام في (أدوبحا) في الفترة من 10 ــ 25/8/1969 وخرج المؤتمر بالقرارات التالية :

  • توحيد إدارة جيش التحرير الارتري
  • تكوين قيادة عامة بالميدان من 38 عضوا
  • تشكيل لجنة لتقصي الحقائق وادانة الجرائم والمجرمين
  • تشكيل لجنة لاستلام ممتلكات الثورة من جميع أجهزتها
  • الدعوة لعقد مؤتمر وطني عام وتشكيل لجنة تحضيرية في وقت لاحق .

 

وبالرغم من ان القرارات العامة كانت تعتبر خطوة إلى الأمام خاصة وأنه هناك حركة قاعدية ذات توجه وطني ديمقراطي وأن تلك القرارات لقيت ترحيبا عاما لدى الجماهير ــ نقول بالرغم من ذلك إلا أن (القيادة العامة) حملت منذ مولدها عناصر وعوامل فشلها :

  • كان اسلوب اختيار القيادة العامة اسلوبا توفيقيا مما أدى إلى وجود عناصر لا يجمع بينها إلا العداء والشكوك ولم تتم مراعاة الكفاءات العسكرية بل كانت تجربة المناطق تلقي بظلالها على تكوين القيادة العامة .
  • كانت تركيبة القيادة العامة بمثابه (جبهة رفض) ضد المجلس الأعلى والمناطق وقيادات المناطق والقيادة الثورية ولكنها بالمقابل لم تكن تتفق على البديل . وكانت بحكم انتماءات أعضائها وتجاربهم وامكانياتهم الفكرية تضم في داخلها عدة تيارات واتجاهات مما أدى إلى تمزقها بعد فترة وجيزة .

 

فقد انشق أسياس أفورقي ولجأ إلى منطقته في المرتفعات (1970) وانشق (العوبليون) بمباركة رئيس المجلس الأعلى وانشقت المجموعة الثالثة بدعم ومباركة (عثمان سبي) ــ (نهاية عام 1969) .

 

ووجدت القيادة العامة نفسها في مواجهة تحديات كبيرة فاتخذت عدة خطوات واعتقلت خمسة من اعضائها واعلنت (تجميد) المجلس الأعلى واستدعت اعضاءه إلى الميدان ولكن دون جدوى .

  • وكان المجلس الأعلى الذي فقد هيبته وصلاحياته بدليل ان جميع تلك الاجتماعات العسكرية وحتى مؤتمر (أدوبحا) حدثت دون علمه وعلى وجه الدقة دون موافقته وإن كان له من دور فهو محاولة عرقلة تلك الاجتماعات وتقديم (نصائح) ــ لمن يهمهم الأمر بعدم التسرع . وكان المجلس الأعلى قد انشق إلى تيارين أسياسيين هما :
  • تيار ادريس محمد آدم ومعه ادريس قلايدوس ومحمد صالح حمد وسيد أحمد محمد هاشم .
  • تيار عثمان سبي وعثمان خيار وطه محمد نور .

 

ان التيارين أعلنا معارضتهما للقيادة العامة ، فالتيار الأول حاول احتواء القيادة العامة وقام بزيارة إلى الجزائر والمغرب وحصل على بعض المساعدات المالية وعندما اتخذت القيادة العامة قرارها بتجميد المجلس الأعلى استدعت قادة هذا التيار ولكنهم عادوا من الخرطوم ووقف ادريس محمد آدم مع انشقاق العوبليين مما أدى إلى انشقاق زملائه عنه .

أما التيار الثاني فكان عمليا أكثر ويمتلك امكانات مادية أكبر وعلاقات خارجية واسعة حيث قام بتوظيفها لتقوية مركزه وأدعى في بادئ الأمر أنه متفق مع القيادة العامة وانه يمثلها في الخارج ، وفي 15/11/1969 عقد عثمان سبي ومعه طه محمد نور وعثمان خيار وتدلا بايرو وبعض رؤساء المكاتب في الخارج اجتماعا في عمان ــ الاردن في احدى قواعد فتح أعلنوا فيه حل المجلس الأعلى وتكوين (الأمانة العامة) كممثلة للثورة في الخارج . وقد تحفظ تدلا بايرو على تلك القرارات كما اصدر قادة التيار الأول بيانا أدانوا فيه مؤتمر عمان ونتائجه وأعلنوا أن (المجلس الأعلى لا يزال قائماً) وكان ذلك أول اعلان رسمي منظم للانشقاق في الساحة الارترية وانتهى إلى تأسيس (قوات التحرير الشعبية) عام 1970 .

 

  • على الصعيد العسكري وبعد قيامها بإعادة توحيد جيش التحرير الارتري لم تفعل القيادة العامة شيئا ذا أهمية سواء كان على مستوى التخطيط أم التنظيم . فقد استحدثت نظام القطاعات العسكرية بدلا من المناطق وأوكلت قيادة كل قطاع إلى ثلاثة من اعضائها للإشراف المباشر على العمليات العسكرية بدلا من قيادات المناطق (وكانت قيادة كل منطقة في السابق تتكون أيضا من ثلاثة أعضاء) ، كما خصصت لكل قطاع عددا من السرايا على غرار ما كان موجودا في فترة المناطق .
  • في ظل غياب برنامج شامل وافتقار القيادة لدليل عمل تسترشد به ــ وبحكم تركيبتها المتناقضة والتوفيقية والتي كانت بمثابة تحالف بين ممثلي المناطق ــ فان القيادة العامة لم تنجح في تطوير الدور السياسي لجيش التحرير الأرتري والذي كان دائما يأخذ المبادرة في فترة ما قبل أدوبحا وبالنتيجة فان دور الجماهير قد تراجع خاصة بعد انفجار الصراع واعلان الانشقاقات .

 

واذا توقفنا لتحليل آثار تلك المرحلة على جيش التحرير الارتري فإننا نلاحظ ما يلي :

  • ان اوجه القصور التي كان يعاني منها جيش التحرير في المراحل السابقة كانت ذات بعد خارجي ومرتبطة بالتخطيط وتوفير الامكانيات المادية والعسكرية وتطبيق قوانين حرب التحرير الشعبية على الواقع الارتري ــ ولكن في فترة القيادة العامة فان جيش التحرير اصبح مهدداً بالتآكل من داخله نتيجة للانقسامات وصراعات القيادة العامة الداخلية .
  • فقد جيش التحرير نتيجة لتلك الانقسامات عددا من عناصره المجربة .
  • حدث ركود واضح في عملية التحاق الجماهير بجيش التحرير مما أثر على تكوينه كما ونوعا .

 

لكل ما سبق فان جيش التحرير لم يقم بعمليات عسكرية كبيرة وتركز النشاط العسكري في العمليات الفدائية ــ ألغام وذات الطابع الاقتصادي (مهاجمة بنوك) ومن تلك العمليات التي يمكن تسجيلها معركة (لكتات) ومعركة (عيلا برعد) ــ والتي قتل فيها قائد القوات الأثيوبية في ارتريا الجنرال (تشومي ارقتو) .

 

شاهد أيضاً

علي عثمان رفه

        مواليد أسمرا في أربعينيات القرن الماضي. تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في …

Directory Wizard powered by www.polldirectory.net

Watch Dragon ball super